مصغرات تدوينية

=

حمص تلك المدينة الشامية الرابضة على نهر العاصي حمص مهد الثورة القائمة منذ أحد عشر شهراً التي تهتف كل ليلة ( يا الله مالنا غيرك يا الله ) قرر شبيبة حمص أن يبدأو الثورة فيما امتنع شيبها عن ذلك كيف لا يمتنعون وهم من عاصر إجرام حافظ الأسد وعاين جرائمه ، وحين قامت الثورة واشتعلت نارها لحق أهل حمص أجمعون بالثورة شيباً وشباناً نساءً ورجالاً ، باب عمرو الإسم الذي لا يفتأ يغيب عن شاشة الأخبار كل ليلة هو في أحد نواحي حمص وهو محرك أساس للثورة المستمرة في سورية ، ما أريد التطرق إليه هنا هو وجه حمص الذي لا نراه على شاشة التلفاز ، إنه الوجه الباسم لحمص الثورة ، استطاع الحماصنة أن يحيلوا ألم القمع إلى دعابة مسلية ، وأن يبدلو الحزن المقيم إلى ضحكات تملء أزقة حمص ونواحيها ، لم يكن هذا جديداً على الحماصنة فقد عهد عنهم ذلك منذ الأزل ، ومما يروى أن تيمورلنك قائد المغول بعد أن احتل حلب وأهلك أكثر أهلها، وصل إلى حمص، وعلم أهل حمص أن المغول يخافون المجانين، و لشدة ذكائهم فتحوا أبواب المدينة أمام الغزاة و لبسوا أزياء المجانين وطافوا في الشوارع يرقصون ويمرحون وهم يضعون الطناجر والأطباق على رؤوسهم، فلما دخلها المغول اعتقدوا أن المدينة كلها مجنونة وأشاعوا أن من شرب من نهر العاصي جُنَّ ، فرحلوا عنها سريعاً دون أن يدمروها متجهين إلى دمشق ، حاولت أن أجمع بعضاً من طرائف الحماصنة خلال هذه الثورة ، ولأن الزمن اختلف فالطرائف في هذا الزمان تنقل كما وقعت دون الحاجة لراوي متمكن يجيد حبك القصة ونقل الواقعة بل هو اليوتيوب الرائد الذي لا يكذب أهله !!

فحين استمر بشار في اتهام الثائرين العزل بأنهم عصابات تمتلك الأسلحة لم يقم أهل حمص بمحاولة دفع التهمة عنهم بالخطب والتصريحات بل سعوا لتأكيد قول بشار ولكن بطريقتهم الخاصة :

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad